من قصائد الشَّيْخ مجير الدّين احْمَد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْخياط الجوخي الدِّمَشْقِي مرثية فِي الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى ... خَشَعت لهيبة نَعشك الْأَبْصَار ... لما عَلَيْهِ تبدت الْأَنْوَار

وَبِه الْمَلَائِكَة الْكِرَام تطوفت ... زمرا وحفت حوله الْأَبْرَار

فَكَسَاهُ رب الْعَرْش نورا ساطعا ... فَكَأَنَّمَا غشي النَّهَار نَهَار

وَلأمة الْإِسْلَام حول سَرِيره ... سَام إِلَى رب السَّمَاء جؤار

وَلَهُم دموع من خشوع نُفُوسهم ... ودموعها فَوق الخدود غزار

وسروا بِهِ فَوق الإران وَتَحْته ... مِنْهُم يَمِين أنامل ويسار

ولرحمة الرَّحْمَن ظلّ سَجْسَج ... يَغْشَاهُم وسكينة ووقار

فلكم عُيُون من تموج مَائِهَا ... حزنا تأجج فِي الجوانح نَار

كَانَ الْمَمَات زفاف عرس حَيَاته ... وَبِه النُّفُوس مَعَ الدُّمُوع تثار

إِن كَانَ من أهل وجيران نأى ... فَلهُ دنا من ذِي الْجلَال جوَار

أَو كَانَ عَن دارالفناء رحيله ... فلديه فِي دَار الْبَقَاء ديار

أَو كَانَ أزعج عَن ذرى أوطانه ... فَلهُ بخلد فِي الْجنان قَرَار

مَا كَانَ إِلَّا مزن علم روضت ... مِنْهُ بصيب قطره الأقطار ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015