.. وهم أُلُوف لَيْسَ يُحْصى جمعهم ... إِلَّا إِلَه غَافِر ستار
نزلُوا بِهِ كالبدر فِي إشراقه ... فتباشرت بقدومه الأقطار
عبد الحليم وجده سعدوا بِهِ ... وَأَخُوهُ عبد الله والأبرار
ولمثل هَذَا سارعوا أهل التقى ... فازوا بِمَا فازت بِهِ الأخيار
الله يُكرمهُ بِأَفْضَل رَحْمَة ... فِي جنَّة من تحتهَا الْأَنْهَار
أكوابها مَوْضُوعَة وقبابها ... مَرْفُوعَة حفت بهَا الأنور
وكؤوسها قد أدهقت وقصورها ... قد أشرقت من فَوْقهَا الأستار
وصحافها من فضَّة ولباسهم ... من سندس وطعامهم أطيار
والحور فِي تِلْكَ الْخيام ببهجة ... لكنهن على المدى أبكار
عربا لأَصْحَاب الْيَمين فليتنا ... مِنْهُم إِذا صرنا إِلَى مَا صَارُوا
وعَلى الأرائك ينظرُونَ نعيمهم ... وَعَلَيْهِم كأس الرَّحِيق تدار
ووجوههم مثل الصَّباح إِذْ بدا ... للناظرين كَأَنَّهُمْ أقمار
ويمتعون بنظرة قدسية ... من رَبهم سُبْحَانَهُ الْجَبَّار
فِي عمر عِيسَى وَالْجمال كيوسف ... وبطول آدم كلهم أبرار
ثمَّ الصَّلَاة على النَّبِي مُحَمَّد ... فَهُوَ الرَّسُول الْمُصْطَفى الْمُخْتَار
هادي الورى وإمامهم وشفيعهم ... أنصاره الْأَمْلَاك وَالْأَنْصَار
صلى عَلَيْهِ الله مَا اهتز الثرى ... فَرحا إِذا مَا جَادَتْ الأمطار ...
تمت وَهِي أحد وَأَرْبَعُونَ بَيْتا