الْعشْرين من الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بمقبرة الإِمَام أَحْمد وحملت جنَازَته على الرُّءُوس رَحمَه الله
وللدقوقي ايضا رَحمَه الله تَعَالَى ... مضى عَالم الدُّنْيَا الَّذِي عز فَقده ... وأضرم نَارا فِي الجوائح بعده
فدمعي طليق فَوق خدي مسلسل ... أكفكفه حينا وجفني يردهُ
ويرجو التلاقي والفراق يصده ... وَمَا حِيلَة الراجي إِذا خَابَ قَصده
مضى الطَّاهِر الأثواب ذُو الْعلم والحجى ... وَلم يتدنس قطّ بالاثم برده
مضى الزَّاهِد النّدب ابْن تَيْمِية الَّذِي ... أقرّ لَهُ بِالْعلمِ وَالْفضل ضِدّه
بكته بِلَاد الشأم طرا وَأَهْلهَا ... وجامعها وانماع للحزن صلده
يحن إِلَيْهِ فِي النَّهَار صِيَامه ... ويشتاقه فِي ظلمَة اللَّيْل ورده
ويبكي لَهُ نوع الْكَلَام وجنسه ... ويندبه فصل الْخطاب وجده
حمى نَفسه الدُّنْيَا وعف تكرما ... وَلما يصعر للدنيات خَدّه
وَلم يجْتَمع زوجان من شهواتها ... لَدَيْهِ وَبَين النَّاس قد صَحَّ زهده
ويؤثر عَن فقر وَفِيه قناعة ... وَيُعْجِبهُ من كل شَيْء أشده
عليم بمنسوخ الحَدِيث وَحكمه ... وناسخه فَخر الزَّمَان ومجده ...