.. قؤول فعول طيب الْجِسْم طَاهِر ... إِمَام لَهُ من كل علم أسده
فَمَا قَالَ فِي دُنْيَاهُ هجرا وَلَا هوى ... وَلَا زاغ عَن حق تبين رشده
عُلُوم كنشر الْمسك من كل سيرة ... يشيد دين الْمُصْطَفى ويجده
فَللَّه مَا ضم التُّرَاب وَمَا حوى ... من الْفضل فليفخر على الأَرْض لحده
فيا نعشه مَاذَا حملت من امرىء ... جَمِيع الورى فِيهِ وفوقك فَرده
وَكَانَ لنا بحرا من الْعلم زاخرا ... فَمَا باله لم يصف مذ غَابَ ورده
وَمَا مَاتَ من تبقى التصانيف بعده ... مخلدة وَالْعلم وَالْفضل وَلَده
وَخلف آثارا حسانا حميدة ... إِذا عددت زَادَت على مَا نعده
وَلست مطيقا شرح ذَاك مفصلا ... وَلَكِن على الْإِجْمَال يعكس طرده
لقد فَارق الْأَصْحَاب مِنْهُ مصاحبا ... يُرَاعِي وداد الْخلّ إِن خَان أوده
قضى نحبه وَالله رَاض بِفِعْلِهِ ... وَللَّه فِيمَا قد قضى فِيهِ حَمده
يدل تُرَاب الْقَبْر من جَاءَ زَائِرًا ... إِلَيْهِ بِطيب فِيهِ يعبق نده
وَلَا تحسبوا مَا فاح عطر حنوطه ... وَلكنه حسن الثَّنَاء ومجده
وَكَانَ لأهل الْعلم تاجا مكللا ... يحوطهم من مُبْطل خيف حقده ...