ذَلِك إِذا كتب ورقة إِلَى بعض أَصْحَابه يَكْتُبهَا بفحم وَقد رايت أوراقا عدَّة بعثها إِلَى أَصْحَابه وَبَعضهَا مَكْتُوب بفحم مِنْهَا ورقة يَقُول فِيهَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
سَلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَنحن لله الْحَمد وَالشُّكْر فِي نعم متزايدة متوافرة وَجَمِيع مَا يَفْعَله الله فِيهِ نصر الْإِسْلَام وَهُوَ من نعم الله الْعِظَام {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدّين كُله وَكفى بِاللَّه شَهِيدا} فَإِن الشَّيْطَان اسْتعْمل حزبه فِي إِفْسَاد دين الله الَّذِي بعث بِهِ رسله وَأنزل كتبه
وَمن سنة الله أَنه إِذا إراد إِظْهَار دينه أَقَامَ من يُعَارضهُ فيحق الْحق بكلماته ويقذف بِالْحَقِّ على الْبَاطِل فيدمغه فَإِذا هُوَ زاهق وَالَّذِي سعى فِيهِ حزب الشَّيْطَان لم يكن مُخَالفَة لشرع مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحده بل مُخَالفَة لدين جَمِيع الْمُرْسلين إِبْرَاهِيم ومُوسَى والمسيح وَمُحَمّد خَاتم النَّبِيين صلى الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
وَكَانُوا قد سعوا فِي أَن لَا يظْهر من جِهَة حزب الله وَرَسُوله خطاب وَلَا كتاب وجزعوا من ظُهُور الأخنائية فاستعملهم الله تَعَالَى حَتَّى أظهرُوا أَضْعَاف ذَلِك وَأعظم وألزمهم بتفتيشه ومطالعته ومقصودهم إِظْهَار عيوبه وَمَا يحتجون بِهِ فَلم يَجدوا فِيهِ إِلَّا مَا هُوَ حجَّة عَلَيْهِم