وَظهر لَهُم جهلهم وكذبهم وعجزهم وشاع هَذَا فِي الأَرْض وَأَن هَذَا مِمَّا لَا يقدر عَلَيْهِ إِلَّا الله وَلم يُمكنهُم أَن يظهروا علينا فِيهِ عَيْبا فِي الشَّرْع وَالدّين بل غَايَة مَا عِنْدهم أَنه خُولِفَ مرسوم بعض المخلوقين والمخلوق كَائِنا من كَانَ إِذا خَالف أَمر الله تَعَالَى وَرَسُوله لم يجب بل وَلَا يجوز طَاعَته فِي مُخَالفَة أَمر الله وَرَسُوله بِاتِّفَاق الْمُسلمين
وَقَول الْقَائِل إِنَّه يظْهر الْبدع كَلَام يظْهر فَسَاده لكل مستبصر وَيعلم أَن الْأَمر بِالْعَكْسِ فَإِن الَّذِي يظْهر الْبِدْعَة إِمَّا أَن يكون لعدم علمه بِسنة الرَّسُول أَو لكَونه لَهُ غَرَض وَهوى يُخَالف ذَلِك وَهُوَ أولى بِالْجَهْلِ بِسنة الرَّسُول وَاتِّبَاع هواهم بِغَيْر هدى من الله {وَمن أضلّ مِمَّن اتبع هَوَاهُ بِغَيْر هدى من الله} مِمَّن هُوَ أعلم بِسنة الرَّسُول مِنْهُم وَأبْعد عَن الْهوى وَالْغَرَض فِي مخالفتها {ثمَّ جعلناك على شَرِيعَة من الْأَمر فاتبعها وَلَا تتبع أهواء الَّذين لَا يعلمُونَ إِنَّهُم لن يغنوا عَنْك من الله شَيْئا وَإِن الظَّالِمين بَعضهم أَوْلِيَاء بعض وَالله ولي الْمُتَّقِينَ}
وَهَذِه قَضِيَّة كَبِيرَة لَهَا شَأْن عَظِيم ولتعلمن نبأه بعد حِين
ثمَّ ذكر الشَّيْخ فِي الورقة كلَاما لَا يُمكن قِرَاءَة جَمِيعه لانطماسه وَقَالَ بعده
وَكَانُوا يطْلبُونَ تَمام الأخنائية فعندهم مَا يطمهم أضعافها وَأقوى فقها مِنْهَا وَأَشد مُخَالفَة لأغراضهم فَإِن الزملكانية قد بَين فِيهَا من