إِلَى الْقَاهِرَة
وَفِي ثَانِي يَوْم بعد صَلَاة الْجُمُعَة جمع الْقُضَاة وأكابر الدولة بالقلعة لمحفل وَأَرَادَ الشَّيْخ أَن يتَكَلَّم فَلم يكن من الْبَحْث وَالْكَلَام على عَادَته وانتدب لَهُ الشَّمْس ابْن عَدْلَانِ خصما احتسابا وَادّعى عَلَيْهِ القَاضِي ابْن مخلوف الْمَالِكِي أَنه يَقُول
إِن الله فَوق الْعَرْش حَقِيقَة وَإِن الله يتَكَلَّم بِحرف وَصَوت وَسَأَلَ جَوَابه
فَأخذ الشَّيْخ فِي حمد الله وَالثنَاء عَلَيْهِ
فَقيل لَهُ أجب مَا جِئْنَا بك لتخطب
فَقَالَ وَمن الْحَاكِم فِي
فَقيل لَهُ القَاضِي الْمَالِكِي
قَالَ كَيفَ يحكم فِي وَهُوَ خصمي
وَغَضب غَضبا شَدِيدا وانزعج
فاقيم مرسما عَلَيْهِ وَحبس فِي برح أَيَّامًا
ثمَّ نقل مِنْهُ لَيْلَة عيد الْفطر إِلَى الْحَبْس الْمَعْرُوف بالجب هُوَ وأخواه شرف الدّين عبد الله وزين الدّين عبد الرَّحْمَن
ثمَّ إِن نَائِب السلطنة سيف الدّين سلارا بعد أَكثر من سنة