فَطلب نَائِب السلطنة الشَّيْخ وَجَمَاعَة من الْفُقَهَاء وسألهم عَن تِلْكَ الْوَاقِعَة وقرىء عَلَيْهِم المرسوم
فَأجَاب كل مِنْهُم بِمَا كَانَ عِنْده من تِلْكَ الْقَضِيَّة وَكتبه عَنْهُم صَاحب الدِّيوَان مُحي الدّين وَالْقَاضِي نجم الدّين إِلَى مصر على الْبَرِيد وَخرج مَعَ الشَّيْخ خلق كثير وَبكوا وخافوا عَلَيْهِ من أعدائه
واخبرت أَن نَائِب السلطنة كَانَ قد أَشَارَ على الشَّيْخ بترك التَّوَجُّه إِلَى مصر وَأَنه يُكَاتب فِي ذَلِك فَامْتنعَ الشَّيْخ من ذَلِك وَلم يقبل وَذكر أَن فِي توجهه إِلَى مصر مصَالح كَثِيرَة
وقرأت بِخَط بعض أَصْحَاب الشَّيْخ قَالَ
وَلما توجه الشَّيْخ فِي الْيَوْم الَّذِي توجه فِيهِ من دمشق المحروسة كَانَ يَوْمًا مشهودا غَرِيب الْمثل فِي كَثْرَة إزدحام النَّاس لوداعه ورؤيته حَتَّى إنتشروا من بَاب دَاره إِلَى قريب للجسورة فِيمَا بَين دمشق وَالْكِسْوَة الَّتِي هِيَ أول منزلَة مِنْهَا وهم مَا بَين باك وحزين ومتعجب ومتنزه ومزاحم متغال فِيهِ وَدخل الشَّيْخ مَدِينَة غَزَّة يَوْم السبت وَعمل فِي جَامعهَا مَجْلِسا عَظِيما
وَفِي يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَمَضَان وصل الشَّيْخ وَالْقَاضِي