من أهل البوازيج بلدة قديمة على دجلة فوق بغداد، وينسب أيضًا هذا الشيخ إلى جرير بن عبد اللَّه البجلى، وكان فقيهًا فاضلًا. تفقه على الشيخ أبى إسحاق، وكان خصيصًا به، وسمع ابن المهتدى وغيره، وتولى قضاء البوازيج، وتوفى بعد استهلال سنة إحدى وخمسمائة.
من أهل مرو، وُلد بها سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، ومات بساوه سنة خمس وخمسين وخمسمائة، سمع أبا المظفر بن السمعانى وغيره وعنه ابن السمعانى وغيره وقال: كان أحد الفضلاء المبرزين وأحد الزهاد الأخيار، قرأ الأدب وبرع فيه، وكان حسن الخط كثير المحفوظ مليح النظم والنثر يعظ في عشاء الثلاثاء اقتداءً بوالده.
مات سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وأغمات آخر مدينة بالمغرب بينها وبين بحر الظلمات مسيرة ثلاث أيام. رحل من بلاده إلى ديار مصر والحجاز والعراق والجبال وخراسان إلى أن ورد بلاد ما وراء النهر، قال ابن السمعانى: وكان إمامًا فاضلًا مناظرًا. أقام بنيسابور يتفقه على أبى نصر القشيرى، وقال أبو حفص السمرقندى في كتاب العيد: قدم علينا سنة ست عشرة وخمسمائة وهو شاب. فاضل فقيه مناظر بليغ شاعر محدث محاضر وذكر أنه قال فيه: