من أهل الرى. قال ابن السمعانى: فقيه إمام صالح ديِّن حسن السيرة يشتغل بما يعنيه، تفقه على أبى بكر الخُجَندى بأصبهان، وتخرَّج عليه ورجع إلى الرى وأضر على كبر السن، وسمع من خلق، ولد سنة اثنين وأربعين وخمسمائة.
توفى سنة أربعمائة.
من أهل نيسابور، قال ابن السمعانى: إمام ورع عالم يضرب به المثل في السيرة الحسنة والطريقة الجميلة والديانة، وهو ملازم بيته يشتغل بالمطالعة مقبل على الطاعة والعبادة قانع بالكفاف الموروث من الوصية غير معترض لما لا يعنيه. تفقه على أبى نصر القشيرى، وصحب الشيخ عبد الملك الطبرى شيخ الحرم بمكة، ودرس مختصر الجوينى بمكة، وعلق عنه جماعة بها وقدم بغداد في التوجه والرجوع، وتكلم في المسائل الخلافية، وأحسن الكلام فيها ورجع إلى نيسابور واعتزل عن الناس، روى عنه ابن السمعانى وحكى أنه أوصى إليه شخص أن يفرِّق طائفة من ماله على الفقراء والمساكين، وكان فيه تمسُّك فكان إذا فرّقه على الفقراء أخذ عصابة على أنفه حتى لا يجد رائحته ويقول: لا ينتفع به إلا برائحته، ومثل هذا روى عن عمر بن عبد العزيز -رضي اللَّه عنه- مات سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
قاضى الجنيد من نواحى النهروان، حدَّث بواسط عن أبى محمد عبد اللَّه بن يحيى بن زكريا البيِّع.
تفقه على البغوى، وأوقع بينهما وحشة فدعا عليه ثم نفق عنه.