استوطن القاهرة وأخذ عن ابن الرفعة وغيره من أهل طبقته، وقرأ الأصول على الأصبهانى والعراقى، والنحو على الشيخ بهاء الدين بن النحاس، ودرس بالشافعى والفاضلية، والصيرمية، وشرح التنبيه وغيره، وتولى وكالة بيت المال، وناب في الحكم بالقاهرة، والأعمال القليوبية، وكان مهابًا خيّرًا سليم الصدر لا يحابى أحدًا، مات خامس شهر رمضان من سنة ست وأربعين وسبعمائة.
سمع النجيب والعز الحراني وابن خطيب المزة وغيرهم، وحدث بصحيح مسلم، وتفقه على الظهير التزمنتى، ودرس بالشافعية بعد أن أعاد به نحو خمسين سنة، وأعاد بالجامع الطولونى في الفقه، والحديث، وأمّ به، وكنت أحضر معه في الدرس فيه وأجاز لى، وكان فاضلًا حافطًا لكتاب اللَّه تعالى، حكم بالجامع الصالح بالقاهرة نيابة، ثم عزل، ولد سنة ست وخمسين وستمائة، ومات سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بالقاهرة في ربيع الأول، كتب بخطه مجاميع كثيرة مفيدة.
شيخ القراء في عصره شيخ شيوخنا فيها، قرأ على الكمال الضرير، والكمال على الشاطبى، وكان أيضًا فقيهًا مشاركًا في فنون أخرى، انفرد بالقراءات، ورحل الناس إليه من الأقطار، وأعاد بالطبرسية والشريفية بمصر، ومات بمنزله بالطبرسية في صفر سنة خمس وعشرين وسبعمائة عن أربع وتسعين سنة.
الشيخ العلامة شمس الدين، سمع العز الحرانى، والدمياطى، وابن الصواف، وتفقه على الوجيه البهنسى وقرأ الأصول على الشمس الأصفهانى شارح المحصول والنحو على