ولد سنة تسعين وخمسمائة، وولى قضاء مصر وأعمالها ودرس بالمدرسة الصالحية وأفتى، وله "الموجز في المنطق"، "وكشف الأسرار" وغيرها في المنطق والطبيعى، وكان حكيمًا منطقيًا، مات سنة ست وأربعين وستمائة، ورثاه تلميذه العز حسين بن محمد الضرير الإربلى الفيلسوف، فقال من قصيدة:
"قضى أفضل الدنيا فلم يبق فاضلُ ... وماتت بموت الخُونجى الفضائلُ
فيا أيها الحبر الذى جاء آخرًا ... فحلَّ لنا ما لم تحل الأوائلُ".
الأمير الصاحب مقدم الشيوشى الصالحية، فخر الدين الجوينى ذو الجاه العريض في الدنيا، ولد سنة اثنين وثمانين وخمسمائة بدمشق، وسمع منصور بن الحسن الطبرى وغيره، وحدث، حبسه السلطان فخر الدين ثلاثة أعوام، ثم أخرج وأنعم عليه وجعله نائب السلطنة، ولما مات السلطان ندب فخر الدين إلى السلطنة فامتنع، وأقام بالملك بعد موت الملك الصالح أحسن قيام وأبطل بعض المكوس، وكان يركب بالشاوشية، قتل يوم وقعة المنصورة على يد الفرنج رابع ذي القعدة من سنة سبع وأربعين وستمائة، ومن شعره:
"إذا تحققتُم ما عند صاحِبِكُم ... من الغراِم فَذاكَ القدر يكفيه
أنتمْ سكَنْتُم فؤادى وهو مَنْزلكم ... وصاحِب البَيْتِ أَدْرى بالذى فيه".