تفقه على الإمام أبى بكر الشاشى، وبرع وسمع من أبى نصر الدبيثى وغيره، مات تقريبًا سنة أربع وخمسمائة، وله شعر جيد ومنه في شيخه الشاشى:
"في وجنتيه ومقلتيه وثغره ... وردُ يشوق ونرجس ومُدام
البدر وجه والأقاحى مبسمٌ ... والدَّعص ردْف والقضيب قوام
في سَيْف ناظره وصَعدةِ قده ... يتعلم الخطىّ والصَّمصام".
تقدم ذكر أبيه وجده، قرأ على مؤدِّبه الإمام أبى العباس أحمد بن الرطبى أحد الأعيان، قتل سنة اثنين وثلاثين. قال أبو بكر الصولى: الناس يقولون: إن كل سادس يقوم للناس يخلع فتأملت ذلك فرأيت عجبًا عقد الأمر لنبينا -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم قام بعده الخلفاء الأربعة، ثم الحسن فخلع ومعاوية ويزيد ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد الملك ثم ابن الزبير فخلع وقتل، والوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام، ثم الوليد بن يزيد فخلع، ثم ساق الكلام في ذلك.
أحد حفاظ الحديث، متقن ورع، تفقه على الشيخ أبى إسحاق، وكان الشيخ يراعيه وفيه يقول: وشيخنا الشيخ أبو نصر لا زال في عز وفى نصر. سمع ورحل إلى عدة بلاد وكتب بخطه كثيرًا ومن جملته جامع الترمذى ست مرات، مات سنة سبع وخمسمائة ببغداد.