لأنه لو لم يكن شيء لما أنظر ولا صح إبراره بل ينظر فإن كان الحبس يجهده ويضره حلف، لأنه كان مضطر، وإن لم يجهده فلا يجوز للحلف، ونقل أبو عاصم أيضًا أنَّ الكرابيسى روى عن الشافعي أنه قال: من استدان فادعى بعده أنه معسر يقبل قوله، لأنَّ المال غاد ورائح. قال أبو عاصم: ومن الغريب الذي يشاكله ما روى أبو الطيب عن القديم: أنَّ القابض والمقبوض منه إذا اختلفا في جهة الأداء فالقول قول القابض.

8 - الربيع بن سليمان الجيزى.

أحد الرواة عنه، مات بالجمِزة كما قاله القضاعى قبل الربيع المرادى بأربع عشرة سنة.

9 - الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادى.

المؤذن مولى لهم، أحد الرواة عنه. قال الشافعي: هو راوية كتبى. مات سنة سبعين ومائتين، ومولده سنة ثلاث أو أربع وسبعين ومائة، ومن شعره:

"صبرًا جميلا ما أَسرع الفرجا ... مَن صدق اللَّه في الأمور نجا

من خشى اللَّه لم ينله أذى ... ومن رجا اللَّه كان حيث رجا".

قال أبو عاصم: روى الربيع عن الشافعي أنه قال: في الأكل أربعة أشياء فرض وأربعة سنة وأربعة أدب، فالفرض: غسل اليدين والقصعة والسكين والمغرفة، والسنة: الجلوس على الرجل اليسرى وتصغير اللقمة والمضغ الشديد ولعق الأصابع، والأدب: أن لا تمد يدك حتى يمد من هو أكبر منك وتأكل مما يليك وقلة النظر في وجوه الناس وقلة الكلام. قال القضاعى في "الخطط": والربيع هذا أخر من روى عن الشافعي بمصر، وكان جليلًا مصنفًا يحدث بكتب الشافعي كلها ونقلها الناس عنه وحدثوا بها في الآفاق، ولما ذكر الحافظ أبو الفضل الهروى في معجمه "مشتبه أسامى المحدثين": الربيع المرادى وصف بصحبة الشافعي ثم ذكر الجيزى ولم يصفه بصحبة له ثم قال: وكلاهما كانا في عصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015