الإسلام بالأعمال المذكورة كهذا الحديث وغيره, والأحاديث التي فُسِّر فيها الإيمان بأعمال الجوارح المذكورة كقوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس: "آمركم بأربع: الإيمان بالله. هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... " الحديث كما هو في الصحيحين من رواية أبي هريرة (?) . وفيهما عنه أيضاً "الإيمان بضع وسبعون فأفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبة من الإيمان" (?) .
فظاهرها يقتضي التعارض وتحقيق وجه الجمع كما ذكره الإمام ابن رجب _رحمه الله تعالى_ إلى أن يقال: " أن من الأسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند إفراده وإطلاقه, فإذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات, والاسم المقرون به دال على باقيها وهذا كاسم الفقير والمسكين فإذا أفرد أحدهما دخل فيه كل من هو محتاج, فإذا قرن أحدهما بالآخر دل أحد الاسمين على بعض ذوي الحاجات, والآخر على باقيها. فهكذا اسم الإسلام والإيمان إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر, ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده, فإذا قرن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده, ودل الآخر على الباقي" (?) .
ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عند ذكره مفرداً كما في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام المقرون بالإيمان في حديث جبريل, وفُسِّر في حديث آخر الإسلام بما فًسِّر به الإيمان, كما في مسند الإمام