{وَإِذَا دُعُوا إِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (النور:48) {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لهُمْ مَا يَتَّقُونَ} (التوبة: من الآية 115) .

وإنما أطلت بذكر هذه الفرق الضالة؛ ليتبين حال أهل التوحيد والدين من حال أهل الزيغ والغي والجهالة, ولأمور غير ذلك, أرجو أنها حسنة المسالك:

منها: أن الموحد من أهل الدين, إذا سمع أقوال هؤلاء المبطلين, جد في عبادة الله وحده على بصيرة ويقين.

ومنها: أنه يزداد بذلك إيمانا, ويدأب في الجهد والثناء على الله الذي أهله للهداية, ووفقه لطريق العناية, فضلا منه وإحسانا.

ومنها: إظهار بطلان ما يقال في هذه الأزمنة والأعصار من المعادين والمعاندين, والقائمين في عداوة أهل هذه الدعوة والمساعدين أن الرافضة ومن شابههم هم زند الدين والهدى, ومن قام بإخلاص الدعوة لله تعالى هم أهل الضلال والردى.

ومما يدل على أن هذا القيل كل رضيه وطاب به قلبا, أن هؤلاء الفرق قد ملكوا البلدان شرقا وغربا, وجدوا فيمن قدروا عليه نهبا وسلبا, ولم نر أو نسمع أن أحدا من الحكام الذين يدعون أنهم أهل السنة والجماعة, نصب لأحد من هذه الفرق حربا, ولا قام ولا قعد في عداوتهم, وألب عليهم الجيوش عجما وعربا, ولكن كما قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلمُونَ} (الروم:59) {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الأعراف:186) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015