مبدأ إنزاله ومنها وغايته الأرض, وسيجاء به حجة بعد العرض.

وقوله في حديث عبد الله: "إن هذا القرآن هو حبل الله المتين" (?) يعني: القوي الذي لا يخشى على المستمسك به انفصام, ولا تنال الهلكة من له به اعتصام.

وهذا تمثيل للخلق بما يفهمونه من الأسباب التي يتوصلون بها إلى المآرب, وإدراك المقصود والمطالب, وينجون بها من المعاطب.

وحاصل الأمر: أن من في الدنيا مثله كمثل من وقع في بئر فيها من كل نوع من الآفات, فلا يمكنه الخروج منها والسلامة من آفاتها والنجاة إلا بحبل قوي وثيق, حتى يكون له السلامة طريقا, فكذلك الدنيا دار محنة, وفيها كل نوع من الآفات والفتنة, فلا سبيل إلى النجاة منها إلا بالتمسك بأقوى الأسباب, وذلك كتاب الله الذي هو أعظم وأفخم كتاب.

قوله: "وهو الشفاء النافع" أي: شفاء لما في الصدور من أدواء الضلالة, وأسقام السفة والجهالة.

قوله: "عصمة لمن تمسك به" من الهلاك. قال جل جلاله: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} (طه: من الآية 123) .

قواه: "ونجاة لمن تبعه" أي عمل بما جاء به من المر والنهي في أصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015