في هذه الآية المخرج من الشبهات والضلالات والفتن (?) .
وقوله {بِإِذْنِهِ} أي: بعلمه, وبما هداهم له, {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} من خلقه بفضله وكرمه {إلى صِرَاطٍ مُسْتَقيم} , يفضي به إلى جنات النعيم, وله الحكمة التامة الباهرة, الحجة البالغة القاهرة.
وفي هذه الآية الكريمة من الدلالة على ذم الافتراق, ومدح الاجتماع والاتفاق, ما لا يخفى على من له الفهم أدنى مذاق.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية 159) أي: فرقوا دينهم الذي هو الإسلام, الذي ارتضاه الله تعالى واختاره, ورفع في السماوات والأرض شأنه ومناره.
{وَكَانُوا شِيَعاً} لأهويتهم الغاوية متبعون, وكل حزب بما لديهم فرحون.
{لسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} من إصلاح الحال, حتى يحسن لهم المآل, وإنما عليك بلاغ الرسالة, وهذا منسوخ بآية القتال لأهل الكفر والشرك والضلالة. {إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلى اللَّه} (الأنعام: من الآية 159) مفوض إليه؛ لأن بيده التوبة والعذاب, فلا يصلح أن يكون ذلك إلا للإله, {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} , ثم يوم القيامة يرون ما يوعدون, ويجازيهم بما كانوا يعملون.
قال المجاهد والضحاك والسدي وقتادة: "هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى, اختلفوا قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فتفرقوا, فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا} . (?)
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: