في يوم الجمعة, فاتخذ اليهود يوم السبت, واتخذ النصارى يوم الأحد, فهدى الله أمة محمد ليوم الجمعة. (?)
واختلفوا في القبلة, فاستقبلت النصارى المشرق, واليهود بيت المقدس, فهدى الله أمة محمد للقبلة.
واختلفوا في الصلاة, فمنهم من يركع ولا يسجد, ومنهم من يسجد ولا يركع, ومنهم من يصلي وهو يمشي, فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك.
واختلفوا في إبراهيم, فقالت اليهود: كان يهوديا, وقالت النصارى: كان نصرانيا, وجعله الله حنيفا مسلما, فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك.
واختلفوا في عيسى, فكذبت به اليهود, وقالوا لأمه بهتانا عظيما, وجعلته النصارى إلها وولدا, وجعله الله روحه وكلمته, فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك.
وقال الربيع بن أنس: في قوله: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} (البقرة: من الآية 213) . "عند الاختلاف كانوا على ما جاء به الرسل قبل الاختلاف أقاموا على الإخلاص لله عز وجل وحده وعبادته لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة, قاموا على المر الأول قبل الاختلاف, واعتزلوا الاختلاف وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة, شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وآل فرعون, أن رسلهم قد بلغوهم, وأنهم قد كذبوا رسلهم. وكان أبو العالية يقول: