{وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِل مَعَهُ} يعني: القرآن, وقوله: {مَعَهُ} راجع ومتعلق بقوله: {وَاتَّبَعُوا} أي: اتبعوا النور المنزل, مع إتباع النبي المرسل, فيكون فيه إشارة إلى إتباع الكتاب والسنة, {أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} (الأعراف: من الآية 157) , الفائزون بالرحمة الأبدية في الجنة (?) .
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (يونس: من الآية 57) يعني: قد جاءكم كتاب جامع للحكمة العملية والنظرية:
أما الحكمة العملية: فهي الكاشفة عن محاسن الأعمال وقبائحها, والمرغبة في المحاسن والفضائل, والزاجرة عن القبائح والرذائل.
أما الحكمة النظرية: فهي الشفاء لما في الصدور من الشكوك وسوء الاعتقاد, وهدى إلى الحق واليقين والرشاد, ورحمة للمؤمنين نجوا بها من دركات العذاب, وفازوا بها يوم الحساب, أو يقال خرجوا بها من ظلمات الضلال إلى نور الإيمان, وتبدلت مقاعدهم من طبقات النيران, بمصاعد من درجات الجنان (?) .
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ} يعني: الإسلام {وَبِرَحْمَتِهِ} يعني: القرآن.
قال مقاتل بن حيان وروى عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري والضحاك ومجاهد أنهم قالوا: بفضل الله: القرآن, وبرحمته: الإسلام قاله غير واحد (?) .
{فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} أي: بالقرآن والإيمان, {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}