جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا هكذا أمامه فقال: "هذا سبيل الله" , وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: "هذه سبل الشيطان" , ثم وضع يده في الخط الأسود ثم تلا هذه الآية. وكذا رواه ابن ماجة (?) .
وروى ابن جرير بسنده عن أبان أن رجلا قال لابن مسعود: ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد في أدناه, وطرفه في الجنة, وعن يمينه جواد وعن شماله جواد, وثم رجال يدعون من مر بهم: فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار, ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة, ثم قرأ ابن مسعود الآية (?) .
وخرج ابن أبي حاتم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث {قُلْ تَعَالوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَليْكُمْ} (الأنعام: من الآية 151) حتى فرغ من ثلاث الآيات قال: ومن وفى بهن فأجره على الله, ومن انتقص منهن شيئا, فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبة له, ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه" (?) .
وقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} يعني: أن القرآن فيه بركة لمن آمن به ومغفرة للذنوب, {فَاتَّبِعُوهُ} (الأنعام: من الآية 153) أي: اعملوا بما فيه من المر والنهي حتى تنالوا كل مطلوب, وفيه الدعوة إلى إتباع القرآن, وتعينها على أهل الإيمان.
وقوله: {قدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} (الأنعام: من الآية 157) .