يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} (نوح:23) فإن هؤلاء أسماء رجال صالحين ماتوا, فعكفوا على قبورهم, ثم صوروا تماثيلهم, ثم طال عليهم الأمد, فعبدوهم, قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو, فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" (?) وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم, إنما أنا عبد الله ورسوله". أخرجه البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه (?) , وروى الإمام مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد, اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (?) , فإذا كان هذا قبر سيد ولد آدم, ولحده أفضل من السماء والأرض, والنبي دعا ربه أن لا يجعله وثنا بسبب العبادة, فقد صرح أن من عبده أو دعاه أو عبد الله عنده, فقد صيره وثنا, فما بالك بغيره؟! وهذا فيه من التهديد البليغ والزجر الشديد ما ليس وراءه مزيد. وفي السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور, والمتخذين عليه المساجد والسرج" (?) .