فهو مردود.. ويدخل تحت قوله: {أَمْ لهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى: من الآية 21) فمن تقرب إلى الله تعالى بعمل لم يجعله الله ورسوله قربة إلى الله, فعمله باطل مردود عليه, وهو شبيه بحال الذين كانت صلاتهم عند البيت مكاء وتصدية. وهذا كمن تقرب إلى الله بسماع الملاهي وبالرقص أو بكشف الرأس في غير الإحرام, وما أشبه ذلك من المحدثات التي يشرع الله ورسوله التقرب بها بالكلية, وليس ما كان قربة في عبادة يكون قربة في غيرها مطلقا, فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قائما في الشمس فسأل عنه, فقيل: إنه نذر أن يقوم ولا يقعد , ولا يستظل وأن يصوم ولا يفطر, فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد ويستظل ويتم صومه (?) , فلم يجعل قيامه وبروزه للشمس قربة يوفي بنذرها.. مع أن القيام عبادة في مواضع الصلاة والأذان والدعاء بعرفة, والبروز للشمس قربة للمحرم, فدل على أنه ليس كلما كان قربة في موطن يكون قربة في كل المواطن, وإنما يتبع في ذلك ما وردت به الشريعة في مواضعها) . انتهى كلامه رحمه الله (?) .
وأقول: قوله: "وذلك لمن تقرب إلى الله بسماع الملاهي وبالرقص" هذه إشارة صريحة ونذارة فصيحة ونكتة مؤذنة بالخزي والفضيحة على من عبد الله تعالى بالملاهي , وكان في العكوف عليها [لاهيا] ,وعما يراد به [غافلا ساهيا] (?) , اتخذ معبوده وإلهه هواه, وعبادته دفه ورقصه وغناه. ومراده رحمه الله تعالى ما وقع من أهل زمانه وما شاهده في