حلف بغير الله فقد كفر" (?) . وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله فقد أشرك" (?) .
وقد أبان صلى الله عليه وسلم لأمته معالم الديانة, وحمى جناب التوحيد وصانه, وأعلى قواعده وأركانه, وسد كل طريق يوصل إلى الضلال, أو يكون للشرك به اتصال.
ولهذا تغيظ صلى الله عليه وسلم وقال للمسيء في المقال الذي قرن مشيئته بمشيئته ذي الجلال: "أجعلتني لله ندا, قل ما شاء الله وحده". والحديث رواه النسائي (?) .
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان, ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان" رواه أبو داود (?) .
فهذا نهيه الثابت الصحيح, وزجره البليغ الصريح, عن تعاطي مثل هذا التشريك القبيح, مع أن الله جعل للعبد مشيئته فقال: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (الإنسان: من الآية 30) ولكن لصيانة التوحيد وجنابه, سد من الشرك جميع أبوابه, فنهاهم عن تشريك مشيئة الخالق بالمخلوق, ومساواة الرازق بالمرزوق.