ذكر ابن الأبار: أن أباه أصله من أقليش (?)، وسكن دانية (?). وبها ولد أبو العباس هذا ونشأ. فسمع أباه وأبا العباس بن عيسى، وتلمذ له. ورحل إلى بلنسية (?)، فأخذ العربية والأدب عن أبى محمد البطليوسى. وسمع الحديث من صهره أبى الحسن طارق، وابن يعيش، وأبى بكر بن العربى، وأبى محمد العلبى، وعباد بن سرحان، وأبى الوليد بن الدباغ، وأبى الوليد بن خيرة. ولقى بالمدينة أبا القاسم بن ورد، وأبا محمد عبد الحق بن عطية، وأبا العباس بن العريف، فروى عنهم.
ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وأدى الفريضة، وجاور بمكة سنين. وسمع بها من أبى الفتح الكروجى «جامع الترمذى» برباط أم الخليفة العباسى سنة سبع وسبعين.
وحدث بالأندلس والمشرق. وروى عنه: أبو الحسن بن كوثر بن بيبش على ما ذكر ابن الأبار، وقال: كان عالما عاملا متصوفا شاعرا مجودا، مع التقدم فى الصلاح والزهد، والعروض عن الدنيا وأهلها، والإقبال على العلم والعبادة.
وله تصانيف كثيرة مفيدة. منها: كتاب الكوكب، وكتاب النجم من كلام سيد العرب والعجم، عارض به كتاب «الشهاب» للقضاعى ـ وقد رويته ـ وكتاب: الغرر من كلام سيد البشر، وكتاب ضياء الأولياء، وهو أسفار عدة، حملت عنه معشراته فى الزهد.
وقال ابن الأبار: توفى فى صدوره عن المشرق بمدينة قوص من صعيد مصر، فى عشر الخمسين وخمسمائة.