كان يتعبد ويتصون، ويتقشف فى لباسه ويتواضع، فمال إليه لذلك جماعة من الناس واعتقدوه، وراعوا فى اعتقاده علو رتبة جده الولى العارف الشيخ على بن عبد الله الطواشى المدفون بالقوز، ظاهر حلى، شيخ الشيخ عبد الله اليافعى.
وكان أحمد المذكور يبالغ فى أذى من يعارضه فى حق دنيوى، مع ظهور حجة من يعارضه، سامحه الله تعالى.
وأمه أم كلثوم بنت برهان الدين الأردبيلى. واستفاد منها عقارا بمكة، وبها مات فى يوم الجمعة سابع عشر شعبان المكرم، سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وصلى عليه عقيب صلاة الجمعة بالمسجد الحرام، ودفن بالشبيكة (?) أسفل مكة، بوصية منه. وكان الجمع كثيرا. ومولده ظنا، فى سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة.
سمع بها من زاهر بن رستم، ويونس الهاشمى، وأبى المظفر بن علوان، وأبى بكر بن حرز الله القفصى، وابن أبى الصيف. وتفقه عليه، ودرس وأفتى، وكتب بخطه كتبا علمية.
وتولى القضاء بمكة نيابة ـ فى غالب الظن ـ ولم أدر متى ولّى ذلك، إلا أنه كان قاضيا فى صفر سنة أربع عشرة وستمائة، وفيها مات فى يوم الثلاثاء رابع ربيع الآخر.
كذا وجدت وفاته على حجر قبره فى المعلاة، بخط عبد الرحمن بن أبى حرمى وترجمه بتراجم منها: القاضى الإمام العالم الزاهد، المدرس بالحرم الشريف، محيى السنة ناصر الشرع، شرف القضاة قاضى الحرمين الشريفين والمفتى بهما. انتهى.
ومولده ظهر يوم الخميس الموفّى عشرين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بمكة.