المجاور بحرم الله تعالى. كذا وجدته فى حجر قبره بالمعلاة، وترجم فيه بالشيخ الصالح الزاهد العابد شمس الدين. وفيه أنه توفى يوم السبت سابع عشرى رمضان، سنة ثمان وسبعين وسبعمائة.
اشتهر بالصلاح بمكة. وأصله من الحريرة من العراق، على ما أخبرنى عنه، صاحبنا الشيخ صلاح الدين خليل بن محمد الأقفهسى وأخبرنى أنه سمعه يذكر ويترضى عن الشيخين رضى الله عنهما مرارا، من غير ذكر عثمان وعلى رضى الله عنهما، قال: فقلت فى نفسى، قل: وعثمان وعلى. فقال ذلك مرارا بمجرد هذا. انتهى.
وذكر لى عن جماعة من المسافرين، أنه كانت تتفق عليهم فى البحر شدة، فيينذرون له، فإذا قدموا مكة طالبهم بالنذر، من غير إطلاعهم له على ذلك.
وذكر هو لى أنه بشر والدى، ووالدتى حامل بى، أنها تأتى بولد ذكر، وكان ينام فى أول الليل قليلا، ثم يستيقظ ولا يزال يذكر حتى السحر، لكنه كان يخالط النساء والمردان فى بعض الأوقات مخالطة منكرة، والله أعلم بحاله. وكان يتخيل الأذى من أناس فيقع فيهم.
توفى فى سلخ ذى الحجة سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة وقد جاوز الستين ـ فيما أحسب ـ أقام بمكة أزيد من ثلاثين سنة.
وحشيش: بحاء مهملة وشين معجمة مكسورة وياء مثناة من تحت وشين معجمة. والحريرة: بحاء مهملة وراء.
نزيل مكة. اشتغل بها كثيرا فى الفقه، على الشيخ موسى المراكشى، وشيخنا الشريف عبد الرحمن. وفى الفرائض، على القاضى شهاب الدين بن ظهيرة، وتنبه فيها وفى الفقه قليلا.
وكان رجلا مباركا، كثير العبادة والخير، مع شدة الفاقة.
توفى قريبا من سنة ثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، بعد أن جاور بمكة سنين كثيرة تقارب الثلاثين. وكان يسكن برباط الموفق.