ولد سنة إحدى وسبعمائة. سمع على ما ذكر من الحجار ووزيره: صحيح البخارى. وتفقه على فقيه الشام البرهان بن الفركاح وغيره.
وأخذ الأصول عن الشيخ شمس الدين الأصبهانى، شارح مختصر ابن الحاجب وكانت له فيه يد طولى مع معرفة جيدة بالفقه والأدب.
وأفتى ودرس بمشهد الإمام الشافعى رضى الله عنه، بالقرافة وبالجامع الحاكمى، بعد الشيخ شمس الدين بن اللبان.
ثم ترك ذلك للشيخ بهاء الدين أحمد بن الشيخ تقى الدين السبكى. وعوضه عنه أخوه القاضى حسين بن القاضى تقى الدين السبكى بدرس الشامية البرانية ظاهر دمشق. فباشرها مدة سنين، ثم تركها.
وتوجه إلى الحجاز فى موسم سنة ستين وسبعمائة. وجاور بمكة نحو ثلاث سنين، على ما أخبرنى به بعض أقاربه.
وكان جاور بها قبل ذلك فى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة. ثم توجه إلى مصر، ثم عاد إلى مكة وجاور بها، ثم عاد إلى مصر، ثم توجه إلى مكة.
وقد ولى قضاء المدينة بعد الحكرى، وباشره نحو سنتين ثم عاد إلى مصر بعد الحج من سنة ثمان وستين. وولى بها تدريس مدرسة أم الملك الأشرف صاحب مصر. ثم توجه إلى دمشق فى سنة إحدى وسبعين، وعاد فى آخرها إلى تدريس الشامية البرانية بعد موت القاضى تاج الدين السبكى، واستمرت معه حتى مات.
وكان سئل فى تركها لمن فيه أهلية وافرة من جهة العلم على عوض. فتوقف تورعا.
وكانت وفاته فى سادس عشر شوال سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق، ودفن بباب الصغير. سامحه الله تعالى.
سمع بالمدينة من العفيف المطرى، وتخرج به، وبدمشق من عمر بن أميلة. وبمصر من جويرية بنت الهكارى وغيرها. وله عناية بهذا الشأن، وكتب فيه طباقا عديدة.