وأرسل زيد بن حارثة رضى الله عنه بشيرا. فوصل المدينة يوم الأحد ضحى، وقد نفضوا أيديهم من تراب رقية ابنته صلى الله عليه وسلم.
وفودى بالأسرى بأربعة آلاف فما دونها.
ثم سرية عمير بن عدى الخطمى لخمس ليال بقين من رمضان إلى عصماء بنت مروان، زوج يزيد بن زيد الخطمى. وكانت تعيب الإسلام، وتؤذيه صلى الله عليه وسلم وتحرض عليه. فجاءها ليلا، وكان أعمى فبعج بطنها بالسيف. وأخبره صلى الله عليه وسلم بذلك، وقال: لا تنتطح فيها عنزان. وفى أول شوال صلى صلاة الفطر.
وفى أوله أيضا، ويقال: بعد بدر بتسعة أيام. ويقال: فى نصف المحرم سنة ثلاث. ويقال: لست خلون من جمادى الأولى من السنة المذكورة: خرج صلى الله عليه وسلم يريد بنى سليم، فبلغ ماء يقال له: الكدر. ويعرف: بغزوة قرقرة. ويقال: قرارة الكدر. ويقال: نجران. فأقام عليه ثلاثا. ويقال: عشرا، فلم يلق أحدا. ويقال: كانت غيبته خمس عشرة ليلة. وذكرها ابن سعد بعد غزوة السويق.
ثم سرية سالم بن عمير، فى شوال إلى أبى عفك اليهودى. وكان شيخا كبيرا يقول الشعر، ويحرض على النبى صلى الله عليه وسلم، فقتله.
ثم غزوة بنى قينقاع ـ بطن من يهود المدينة، لهم شجاعة وصبر ـ وكانوا حلفاء عبد الله بن أبى، وأول يهود نقضوا العهد وأظهروا البغى والحسد يوم السبت نصف شوال، فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذى القعدة. فقذف الله فى قلوبهم