مات سنة اثنتين وستين ومائة. وقد ولى قضاء مكة لزياد الحارثى.
روى عن عائشة، وعثمان بن عبد الرحمن التيمى وعبيد بن عمير. وروى عنه ابنه عبد الرحمن، وابن جريج، وغيرهما.
وروى له البخارى. وذكره ابن حبان فى الثقات.
نزيل مكة، كان كثير الخير والصلاح والورع، مجتهدا فى العبادة، بحيث يستغرق فيها أوقاته، جاور بمكة بضعا وعشرين سنة، ملازما للصلاة والطواف والصيام، وتوجه فى سنة عشر وثمانمائة أو قربها، إلى المدينة النبوية زائرا، فمكث بها أشهرا، ثم عاد إلى مكة، وكذلك فى سنة اثنتين وثمانمائة، وعاد إلى مكة، وما خرج من مكة بعد ذلك لغير الحج والعمرة.
وله معرفة بمذهب مالك، وتفقه فيه على الفقيه محمد بن يوسف الإسكندرى المالكى بالإسكندرية وسكنها مدة سنين، وظهر بها خيره لأهلها، فاعتقدوه. وكان أشار لبعض حكام الإسكندرية فى أمر بخير، فلم يقبل ذلك منه الحاكم المشار إليه، ثم أصيب الحاكم بعد مدة، فكثر اعتقادهم للشيخ أبى بكر، وكان للناس بمكة فيه اعتقاد جميل، وشفع عند بعض قضاتها فى قضية فلم يجبه، فلما عرف ذلك أخبر بتغير حال بعض ذلك القاضى، فظهر ذلك بعد قليل، وشفع عند مفتاح الزفتاوى، نائب الإمرة بمكة، بأن لا يتعرض لامرأة يعرفها الشيخ أبو بكر بسوء، فأظهر مفتاح موافقته على ذلك، ثم عاد للتشويش على المرأة، فعرف بذلك الشيخ المذكور، فقال: لا يفلح. فقدر أن بعض بنى حسن أغاروا على مكة، فخرج مفتاح لحربهم، فقتل فى اليوم الذى عاد فيه