وذكر الزبير بن بكار ليحيى بن الحكم بن أبى العاص شعرا، إلا أنه لما ذكر شيئا من خبر عمرو بن سعيد بن العاص، قال: فلما شخص عبد الملك إلى حرب مصعب بن الزبير، خالف عليه عمرو على دمشق، فرجع إليه عبد الملك فأعطاه الأمان، ثم غدر به، فقتله. فقال يحيى بن الحكم بن أبى العاص فى ذلك [من الطويل]:
أعينىّ جودا بالدموع على عمرو ... عشيّة تبتز الخلافة بالغدر
كأنّ بنى مروان إذ يقتلونه ... بغاث من الطير اجتمعن على صقر
غدرتم بعمرو يا بنى خيط باطل ... وأنتم ذوو قربى به وذوو صهر
فرحنا وراح الشامتون عشية ... كأن على أكتافنا فلق الصخر
لحا الله دنيا تدخل النار أهلها ... وتهتك ما دون المحارم من ستر
قال ابن عبد البر فى ترجمة أخيه عبد الله بن حكيم: صحب النبى صلى الله عليه وسلم، هو وأبوه حكيم بن حزام، وإخوته: هشام، وخالد، ويحيى، بنو حزام، وكان إسلامهم يوم الفتح. انتهى.
أمير مكة، على ما ذكر الزبير بن بكار، وهكذا نسبه، لأنه قال: فولد حكيم بن صفوان، يحيى بن حكيم، ولى مكة ليزيد بن معاوية، وكان عبد الله بن الزبير مقيما معه بمكة، لم يعرض له يحيى بن حكيم، فكتب الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة إلى يزيد، يذكر له مداهنة يحيى بن حكيم، عبد الله بن الزبير، فعزل يزيد يحيى بن حكيم، وولى الحارث بن خالد مكة، فلم يدعه ابن الزبير يصلى بالناس، فكان الحارث يصلى فى جوف داره بمواليه، ومن أطاعه من أهله، وكان مصعب بن عبد الرحمن يصلى بالناس فى المسجد الحرام، بأمر عبد الله بن الزبير، فلم يزل كذلك، حتى وجه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن الزبير، مسلم بن عقبة المرى، فبويع عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما بالخلافة، وصلى بالناس بمكة. وقد انقرض ولد يحيى بن حكيم.
روى عن سفيان بن عيينة، روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار.