روى عنه خالد بن نزار الأبلى.
* * *
أمير الحاج والحرمين، ومتولّى الحرب السعيد بمكة، بالتولية الصحيحة الملكية المسعودية، المتصلة بالأوامر الملكية الكاملية، ومدبّر أحوال الأجناد بها، وما حوت من الرعية. كذا وجدته مترجما فى مكتوب ببيع، باعه ممن هو جار تحت نظره وولايته، وهو دار بمكة لاحتياج الأجناد المذكورين بمكة، إلى ما ينفق عليهم، لأنه لم يكن لبيت المال بمكة، مال فائض من ذهب ولا فضة، ولا غلال ولا خراج، ولا أعشار حاضرة، ينفق عليهم منه.
كذا ذكر فى مكتوب المبيع، وتاريخه الثالث من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وستمائة، واستفدنا من هذا، ولاية الأمير حسام الدين هذا لمكة، فى هذا التاريخ.
وقاد المسجد الحرام، باشر هذه الوظيفة خمسا وخمسين سنة، على ما بلغنى عنه، وحمدت مباشرته، لأنه كان عارفا بهذه الصناعة إلى الغاية، بحيث بلغ من أمره، أنه كان يضع فى القناديل زيتا، يقدّر أنه يكفى إلى وقت طلوع القمر، فى الليالى التى يتأخر طلوعه فيها من أول الليل، فلا يفرغ الزيت إلا فى ذلك الوقت، وكان يذكر عنه قوة فى المشى، وسرعة زائدة، بحيث حكى عنه، أنه كان يقيم بمكة إلى بعد صلاة الأئمة الأربعة للعشاء الآخرة، ثم يذهب إلى الوادى، لوطر له، ويرجع إلى مكة، فى الوقت الذى يقوم فيه فى آخر الليل.
توفى فى رجب، أو قريبا منه، من سنة ست وتسعين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة، وكان اللصوص ذبحوه وهو خارج إلى الحج، عند بركة السلم، بطريق منى، وظنوا أنهم قد أجهزوا عليه، ولم يكن كذلك، وما [ ...... ] (?) فقصده بعض المارة، وسأله عن خبره، فأعلمه بما تم عليه، فحمله إلى منى، وعولج حتى برئ. انتهى.