كان من شجعان الملوك وخيارهم، وله مآثر حسنة، منها عمارته للمطاف، واسمه مكتوب بسبب ذلك فى شاذروان الكعبة، فيما بين الركن والحجر الأسود. ومنها أنه عمل دار العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه بالمسعى بمكة المشرفة، مطهرة يتوضأ فيها الناس، ثم جعلها ابن أستاذه الملك الناصر محمد بن قلاوون المنصورى رباطا. ومنها أنه عمر جامع ابن طولون بمصر، ووقف عليه وقفا جيدا.
كان ولى قبل سلطنته نيابة السلطنة بدمشق، نحو عشر سنين، فى زمن أستاذه الملك المنصور قلاوون، ثم عزل، وانحطت مرتبته فى زمن ابن أستاذه الملك الأشرف خليل، وهمّ بقتله، فشفع فيه الملك العادل كتبغا، وكان إذا ذاك لم يتسلطن، فلما تسلطن، استنابه بمصر، وسار به معه فى جملة العسكر إلى دمشق، فلما توجهوا منها، ثار على مستنيبه، وتوجه بالجيش إلى مصر، وبايعه الناس بالسلطنة، فى شهر صفر سنة سبع وتسعين وستمائة، واستمر إلى أن قتل استغفالا، وهو يلعب بالشطرنج، فى شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستمائة.
* * *