تكون وفاته فى آخر جمادى الآخرة، من ستة خمس عشرة، أو فيما بعدها منها. وكلام أبى عمر بن عبد البر، لا ينبى عن ذلك، وذكر له من الولد: الحارث، وعبد الله بن الحارث الملقب «ببّة» وقد تقدم ذكرهما.
وعبد الله بن نوفل، قضى بالمدينة فى خلافة معاوية بن أبى سفيان، لمروان بن الحكم، وهو أول قاض كان بالمدينة، وكان يشبّه بالنبى صلى الله عليه وسلم. وتوفى سنة أربع وثمانين. وقال بعض أهله: فى زمن معاوية. وعبد الرحمن، ومعاوية ابنا نوفل، لا بقية لهما، وسعيد بن نوفل، وكان فقيها، والمغيرة ابن نوفل، الذى قال علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه لأمامة بنت أبى العاص، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أوصاها: إن أرادت النكاح، أن يجعل أمرها إليه. فخطبها معاوية بن أبى سفيان، فجعلت أمرها إلى المغيرة بن نوفل، فتوقف عليها، ثم زوجها نفسه، فهلكت عنده، ولم تلد له. وأم المغيرة، تزوجها تميم الدارى رضى الله عنه، وأم سعيد، كانت عند عبد الله بن سعد بن أبى سرح، وأم بنى نوفل بن الحارث كلهم، طريفة بنت سعيد بن القشب، واسمه جندب ابن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب من الأزد.
وهو من بنى الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة، تم أحد بنى نفاثة بن عدى بن الديل.
شهد مع النبى صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وكان أسلم قبل ذلك، ولم يشهد مع النبى صلى الله عليه وسلم مشهدا قبل فتح مكة، وخرج مع النبى صلى الله عليه وسلم منصرفه من المدينة، ونزل بها فى بنى الديل، وحج فى سنة تسع من الهجرة، مع أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفى سنة عشر، مع النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يزل بالمدينة ساكنا، حتى توفى بها فى زمن يزيد بن معاوية، عن مائة سنة، على ما قيل، ويقال إنه عمّر فى الجاهلية ستين سنة، وفى الإسلام ستين سنة.
روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، وعراك بن مالك.