بعد، فقد بلغنى قولك (?):
لعل أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا بالجوسق المتهدم
وايم الله، إنه ليسوءنى، وعزله. فلما قدم على عمر بكّته بهذا الشعر، فقال له: يا أمير المؤمنين، ما شربتها قط، وما الشعر إلا شعر طفح على لسانى، فقال عمر: أظن ذلك، ولكن لا تعمل لى على عمل أبدا. انتهى.
وقال ابن عبد البر، بعد أن نسبه كما ذكرنا: كان من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هو وأبوه عدى بن نضلة ـ أو نضيلة ـ فمات عدى هناك بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارث فى الإسلام، وكان عدى أبوه، أول موروث فى الإسلام، ثم ولّى عمر النعمان هذا ميسان، ولم يول عمر بن الخطاب رجلا من قومه عدويا غيره، وأراد امرأته على الخروج معه إلى ميسان، فأبت عليه، فأنشد النعمان أبياتا، وكتب بها إليها، وهى:
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى فى زجاج وحنتم
فذكر الأبيات المتقدمة، وذكر بقية القصة كما ذكر الزبير، ثم قال: فنزل ـ يعنى النعمان بن عدى ـ البصرة، ولم يزل يغزو مع المسلمين، حتى مات رحمه الله.
وهو فصيح، يستشهد أهل اللغة بقوله: ندمان، فى معنى نديم. انتهى.
وقال الزبير: وقد انقرض ولد النعمان.
قال الزبير: إن أمه فاختة بنت أبى حرب بن خلف بن صدّاد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب. وقال بعد أن سماه: هو النحّام، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «دخلت الجنة، فسمعت نحمة من نعيم فيها» وهى السّعلة، وما يكون فى آخر النّحنحة الممدودة آخرها، قال الراجز فيها: