فمن لهم بعود المزن منه ... لعل وجوههم تزداد حسنا
وكان أصابه قبيل موته ضعف طويل مؤلم، نال فيه أجرا كثيرا إن شاء الله، وتوفى فى ضحى يوم السبت خامس شهر رمضان سنة خمس عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن عصر يومه بالمعلاة، وقد جاوز الخمسين بيسير.
ولد قريبا من سنة خمس وستين وسبعمائة، وسمع من الأميوطى، والنّشاورى، وجماعة بعده سمعنا منهم، وأقبل على الاشتغال بالفقه، ولازم مجلس شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة، وتنبه فى الفقه، وكان كثير الاستحضار له و «للروضة»، وربما أفتى بالقول قليلا، وفيه خير وديانة ومروءة.
توفى فى السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، وأشار أخوه الفقيه نو الدين على بن هاشم عافاه الله، بالصلاة عليه فى الساباط الذى يتصل بقبة مقام إبراهيم الخليل عليه السلام، لكون الصلاة فى هذا الموضع عادة لقريش بنى هاشم فعارض بعض الناس، وهو القاضى محيى الدين عبد القادر بن أبى الفتح محمد بن أحمد بن أبى عبد الله الحسنى الفاسى المكى الحنبلى فى ذلك، وحصل بسبب ذلك ملاحاة كثيرة، آخر الأمر أنه صلّى عليه فى الساباط المشار إليه. وكان يسافر مع أخيه للتجارة إلى اليمن.
كان من أعيان القواد المعروفين باليواسفة.
* * *
يروى عن أولاده عنه، له صحبة. هكذا ذكره الذهبى فى التجريد، وهو والله أعلم، الذى ترجمه أبو عمر بن عبد البر، بقوله: مسلم المصطلقى الخزاعى، حديثه عند يعقوب