ولد بزبيد ونشأ بها، وتردد منها إلى عدن، وإلى غيرها من بلاد اليمن والهند ومصر للتجارة، وحصّل دنيا طائلة، ثم ذهب كثير منها فى سفرة سافرها إلى مصر، فى سنة خمس وثمانمائة، ثم عاد منها إلى مكة سنة [ ... ] (?) وثمانمائة، وأقام بها حتى مات، بعد أن عمر بها دارا حسنة بالسويقة، وقفها مع دور له بعدن وزبيد، على أولاد له صغار، سنة اثنتى عشرة، وكان حسن الطريقة خيرا.
توفى سحر ليلة الأحد، السادس عشر من شوال سنة أربع عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، وقد قارب السبعين.
ذكره الذهبى وقال: ذكره الزبير وغيره. وقيل عاش جمعة. وقال الكاشغرى: مات وهو ابن سبعة أيام، وقيل ابن سنتين، قبل الدعوة، ولا يعد فى الصحابة، وقيل توفى بعد الوحى.
أمير مكة. ذكر ابن الأثير: أنه هرب عن مكة فى سنة سبع وثمانين وأربعمائة، لما تولى عليها أصبهبذ عنوة، ثم جمع له وكبسه بعسفان، فانهزم أصبهبذ، ودخل قاسم مكة فى شوال هذه السنة. وفى هذه السنة كان موت أبيه أبى هاشم.
وذكره النّويرىّ فى تاريخه، فى أخبار سنة اثنتى عشرة وخمسمائة: أن أبا محمد قاسم ابن أبى هاشم أمير مكة، عمر مراكب حربية، وشحنها بالمقاتلة، وسيرهم إلى عيذاب، فنهبوا مراكب التجار، وقتلوا جماعة منهم، فحضر من سلم من التجار إلى باب الأفضل، يعنى ابن أمير الجيوش وزير الديار المصرية، وشكوا ما أخذ منهم، وأمر بعمارة حراريق ليجهزها، ومنع الناس أن يحجوا فى سنة أربع عشرة، وقطع الميرة عن الحجاز، فغلت الأسعار، وكان الأفضل قد كتب إلى الأشراف بمكة، يلومهم على فعل صاحبهم، وضمن كتبه التهديد والوعيد، وضاقوا بذلك ذرعا ولاموا صاحبهم، فكتب الشريف إلى الأفضل يعتذر، والتزم برد المال إلى أربابه، ومن قتل من التجار رد ماله لورثته، وأعاد الأموال فى سنة خمس عشرة. انتهى.
وذكر ابن الأثير فى «الكامل»: أن فى سنة خمس عشرة وخمسمائة، ظهر بمكة إنسان