ومنها: سيل عظيم فى هذه السنة، دخل من باب بنى شيبة، ودخل دار الإمارة، ولم ير قط سيل قبله دخل دار الإمارة فيما قيل.
وذكر ابن الأثير، أن الوزير الجواد جمال الدين أبا جعفر محمد بن على بن أبى منصور الأصفهانى، وزير صاحب الموصل، لما أراد أن يزخرف الكعبة بالذهب ويرخّمها، ويبنى الحجر بجانب الكعبة، أرسل إلى الأمير عيسى بن فليتة أمير مكة هذا، هدية كبيرة، وخلعا سنية، منها عمامة مشتراها ثلاثمائة دينار، حتى مكنّه من ذلك. انتهى.
وكانت وفاة عيسى بن فليتة هذا، فى الثانى من شعبان سنة سبعين وخمسمائة، وولى مكة بعده بعهد منه، ابنه داود، وقد تقدم خبره، وولاية عيسى بن فليتة بمكة، نحو خمس عشرة سنة، فى غالب الظن.
قاضى الحرم الشريف. وجدت خطه على مكتوبين ثبتا عليه، أحدهما فى صفر سنة ثلاثين وستمائة، والآخر فى شهر رمضان من هذه السنة، وشهد عليه جماعة، منهم: أحمد بن عبد الواحد بن إسماعيل العسقلانى، وذكر فى رسم شهادته، أنه نافذ القضاء، ماضى الحكم بمكة وأعمالها، ولا أدرى هل ولى ذلك استقلالا أو نيابة، ولا هل هذه السنة ابتداء ولايته أو قبلها، ولا متى انقضت؟ إلا أنى وجدت ما يدل على أن ابن عمه القاضى عبد الكريم بن أبى المعالى يحيى بن عبد الرحمن الشيبانى، كان قاضيا بمكة فى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، والله أعلم بحقيقة الحال.
وقد وجدت سماعه على الشريف يونس بن يحيى الهاشمى، للجزء الأول من صحيح البخارى، من نسخة بيت الطبرى، فى مجالس آخرها العشر الأوسط من سنة ست وتسعين وخمسمائة بالحرم الشريف، مع أخيه القاضى حسن بن موسى، وترجم بالفقيه، وأخوه بالشيخ.
عنى ـ وله بضع وعشرون سنة ـ بحفظ القرآن فجوده، وكان كثير التلاوة، وعنى