من شيوخنا، آخرهم شيخنا الإمام أبو اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبرى، ولشيخنا قطب الدين عبد الكريم بن محمد بن الحافظ قطب الدين الحلبى منه إجازة، وطال عمره وانتفع به. وتوفى فى المحرم سنة أربعين وسبعمائة، بوادى نخلة، من أعمال مكة المشرفة، ودفن بها.
نقلت وفاته ومولده من خط الشيخ تقى الدين أبى المعالى محمد بن رافع فى وفياته، وترجمه: بالمعمّر الصالح التقى ونقلت من خط شيوخه البغداديين والشاميين، وذكر أنه نقل من خط ابن يونس البعلبكى، ونقل هو ذلك من خط الآقشهرىّ، ونقل ذلك من استدعاء قطب الدين القسطلانى.
والحجّى: بفتح الحاء المهملة ثم جيم. كذا وجدت بخط ابن رافع.
والنخلى: بنون وخاء معجمة، نسبة إلى وادى نخلة، من أعمال مكة المشرفة، لكونه كان يسكن هناك، وبالبلدة التى يقال لها سولة، من وادى نخلة، مكان يقال له درب الحجّيّين، وهم أقارب المذكور، ولعله كان يسكن هناك، والله أعلم.
ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة، بسراة بنى شبابة، لأن أباه كان تزوج هناك. وأقام مدة، سمع جملة من مسند عبد الرزاق، من أبى عبد الله الصنعانى، صاحب البغوى، وسمع من أبيه صحيح البخارى، وكتاب الدعوات.
روى عنه الصحيح جماعة، آخرهم على بن حميد بن عمّار الأطرابلسىّ. وروى عنه بالإجازة، الحافظ أبو طاهر السلفى، وكان ميمون بن ياسين الصّنهاجىّ من أمراء المرابطين، رغب فى السماع منه بمكة، فاستقدمه من سراة بنى شبابة، واشترى منه صحيح البخارى أصل أبيه، الذى سمعه منه بجملة كثيرة، وسمعت عليه عدة أشهر، قبل وصول الحجاج، فلما حجّ ورجع من عرفات إلى مكة، رحل مع النفر الأول من أهل اليمن، وذلك سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وانقطع خبره من هذا الوقت، كما قال الذهبى فى تاريخ الإسلام، ومنه لخصت هذه الترجمة. وذكره فى العبر فى المتوفّين فى هذه السنة.