ورقى خبره إلى عبد الله بن جعفر بالشام، فلم يكن له عم غيره. فقدم حاجّا، فأرسل إلى مولى الجارية واشتراها بأربعين ألفا، ودفعها إلى قيّمة جواريه، وقال لها: زينيها وحليها، قال: ففعلت، ودخل عليه أصحابه، فقال: ما لى لا أرى عمار زائرا؟ فأخبروه، فدخل عليه.
فلما أراد أن ينهض استجلسه، فقال: ما فعل حب فلانة؟ قال: فى اللحم والدم والمخ والعصب والعظام، قال: وتعرفها؟ قال: وأعرف غيرها، قال: ضممنا واحدة والله ما رأيتها. قال: فدعا بها، فجاءت ترفل فى الثياب والحلى. فقال: هى هذه؟ قال: نعم، قال: خذ بيدها، فقد وهبتكها، أرضيت؟ قال: إى والله وفوق الرضا، لكنى والله لا أرضى أعطيكها كى لا تغتم بك بها. احمل معه يا غلام مائة ألف درهم.
روى عن: شعبة، وحماد بن سلمة، وقرة بن خالد، وجماعة. وروى عنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، وابن أبى عمر العدنى.
وروى له: البخارى (?)، والنسائى (?)، وابن ماجة (?). ووثقه أحمد، وابن معين. وكان يلقّب جردقة. نزل مكة. وتوفى سنة سبع وتسعين ومائة.
المؤدب بمكة، سمع بدمشق فى سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، من الحافظ أبى الحجاج