سمع من الفخر التوزرى الموطأ، وسمع من الرضى الطبرى، وعلى غيره. سألت عنه حفيده شيخنا قاضى القضاة جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة، فقال: كان رجلا صالحا عابدا.
وأخبرنى الوالد، أنه كان مواظبا على الجماعة. وله أوراد كان يواظب عليها، ومن كثرة خيره، خطبه الشيخ عبد الله الدلاصى لابنته، وسأله فى تزويجها، وكان يلازم مجلس حميه الشيخ نجم الدين الأصفونى، وكان كثير الصدقة.
توفى فى شوال سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، عن نحو خمس وخمسين سنة. وذكر أن أمه وأم إخوته: آمنة بنت عبد المعطى بن أحمد بن عبد المعطى، عمة الشيخ أبى العباس بن عبد المعطى. وذكر أن عبد الله بن الزين الطبرى، أخبره أنه لم ير أحدا من أهل الحرم أحسن صورة منه. انتهى بالمعنى.
ولد فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ظنّا غالبا. وسمع بمكة من القاضى عز الدين بن جماعة: أربعينه التساعيات وغيرها، وسمع من غيره. وأجاز له من شيوخ مصر: الجزائرى وابن القطروانى، وأبو الحرم القلانسى، وجماعة من مصر ودمشق ومكة.
روى لنا عن القلانسى جزء الغطريف بسماعه له من ابن خطيب المزة. وروى لنا بوادى الصفراء بين مكة والمدينة شيئا من الأربعين التساعية لابن جماعة، وأخذ عنه صاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر سلمه الله تعالى، لغرابة اسمه: جزء الغطريف، وبقراءته سمعت عليه ذلك، وكان يخدم السيدة زينب، ابنه القاضى شهاب الدين الطبرى وأمها، لأنه كان زوج بنت أختها، فنال بخدمتهم خيرا، واكتسب دنيا، وصار يتجر حتى أثرى، واستفاد عقارا كثيرا، ونقدا وعروضا.
توفى ليلة الخميس عاشر صفر سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
* * *