أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفى وهو عنهم راض. وقال: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» (?). وكان إسلامه على يد الصديق، وهاجر فى الأولين، وشهد المشاهد كلها مع النبىصلى الله عليه وسلم، ما خلا بدرا، فإنه غاب عنها لما بعثه النبى صلى الله عليه وسلم، مع سعيد بن زيد، يطلب خبر قريش، لكن ضرب النبى صلى الله عليه وسلم له بسهمه وأجره. ووقى النبى صلى الله عليه وسلم يوم أحد، واتقى عنه النبل بيده حتى شلت، وضرب فى رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى استقل على الصخرة، وكان على النبى صلى الله عليه وسلم درعان.
واستشهد يوم الجمل، فى جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وقيل غير ذلك، فى تاريخ الوقعة، وهو ابن نيف وستين، وقيل ابن ثمان وخمسين، وقيل ابن خمس وسبعين. وكان موته من سهم رمى به، فلم يزل ينزف دمه حتى مات، رماه مروان بن الحكم، وكان فى حزبه، ودفن بالبصرة عند قنطرة، ثم نقل إلى دار بالبصرة، لأنه شكا نزّ الماء، ووجد طريّا لم يتغير. وكان جوادا، وكان يقال له طلحة الخير، وطلحة الجواد، وطلحة الفياض، سماه بذلك النبى صلى الله عليه وسلم لجوده، وكان آدم حسن الوجه كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط، وكان لا يغير شيبة، وكان كثير المال.