بمكة مدة، ثم رحل عنها قاصدا إلى العراق، فمات فى الطريق سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وذكر أنه كان فاضلا عالما بالحديث والأدب والنحو والشعر.
وذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام، قال: جاور بمكة، وحدث عن أبى القاسم بن السرى، وعنه أبو موسى المدينى، توفى ظنّا سنة ست وعشرين وخمسمائة.
وذكره أبو القاسم بن عساكر فى معجمه، وذكر أنه جاور بمكة سنين.
فقيه اليمن، وابن فقيه اليمن، كان فصيح العبارة جامعا لفنون العلم، تفقه بأبيه، وخلفه فى حلقته، وجاور بمكة لما وقعت فتنة ابن مهدى باليمن، وسمع بها من أبى على الحسن بن على البطليوسى، وأبى جعفر الميانشى، وعبد الدائم العسقلانى. ثم توجه إلى اليمن، فظفر به ابن مهدى قبل دخوله زبيد، فأحضره وأحضر القاضى محمد بن أبى بكر المدحدح وكان حنفيا، فتناظرا بين يديه مرارا، فقطعه طاهر وولاه فضلان وذى جبلة فى سنة سبع وستين وخمسمائة، ودام إلى بعض أيام شمس الدولة.
وله مصنفات حسنة، وكلام جيد متين، يشعر بغزارة فى الفضل. وولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ومات سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
كتبت هذه الترجمة من طبقات السبكى مختصرة. وذكر أن العفيف المطرى، أفادها له عن تاريخ اليمن للقطب القسطلانى.
كان أخوه السلطان صلاح الدين جهزه إلى اليمن فى سنة ثمان وسبعين، وقيل فى سنة تسع وسبعين وخمسمائة، فتسلمها من نواب أخيه المعظم توران شاه. وكان توران شاه قد ملكها فى سنة ثمان وستين، وقيل المتغلب عليها عبد النبى بن المهدى، المتلقب بالمهدى الزنديق.
وذكر صاحب الروضتين، نقلا عن ابن القادسى عن الحجاج، فى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة: فيها قدم سيف الإسلام طغتكين مكة، فاستولى عليها وخطب بها لأخيه صلاح الدين، وضرب الدراهم والدنانير باسم أخيه، وقتل جماعة من العبيد، كانوا يؤذون الناس، وشرط على العبيد أن لا يؤذوا الحاج، ومنع من الأذان بحى على خير العمل.