ذكره الزبير بن بكار فقال: كان علامة قريش بالمدينة، بأخبارها وأشعارها وأيامها، وأشعار العرب وأيامها، وأحاديث الناس. وكان من أكبر أصحاب مالك بن أنس رضى الله عنه، هو وأبوه عثمان بن الضحاك.
قال الزبير: وأخبرنى بعض القرشيين: أن أحمد بن محمد بن الضحاك جالس الواقدى يأخذ عنه العلم، فقال الواقدى: هذا الفتى خامس خمسة جالستهم وجالسونى على طلب العلم، هو كما ترون، وأبوه محمد بن الضحاك، وجده الضحاك بن عثمان، وعثمان بن الضحاك، والضحاك بن عثمان بن عبد الله بن حزام.
وكان عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، حين استعمله أمير المؤمنين هارون على اليمن، قد وجه الضحاك بن عثمان من المدينة خليفة له عليها، وأعطاه رزقه ألف دينار فى كل شهر، إلى أن يقدم عليه، وكلم له أمير المؤمنين، فأعانه على سفره بأربعين ألف درهم. وكان محمود السيرة، وقال باليمن [من الوافر]:
أقول لصاحبى إن عيل صبرى ... وحن إلى الحجاز بنات صدرى
لعمرك للعقيق وما يليه ... أحب إلىّ من صلع وضهر
قال عمى مصعب: أحسب أحد البيتين له والآخر لغيره، ورواهما جميعا غير عمى له.
ومات الضحاك بن عثمان بمكة منصرفه من اليمن يوم التروية سنة ثمانين ومائة، بعد ما أقام باليمن سنة كاملة، عاملا لعبد الله بن مصعب على أعمال من أعمالها، فقال