لا أدرى هل هو زيد الأكبر بن أبى نمى، أو زيد الأصغر بن أبى نمى، وما عرفت من حاله، سوى أن الأديب يحيى بن يوسف المعروف بالنّشو، الشاعر المكى، شيخنا بالإجازة مدحه بقصيدة تدل على أنه كان مالكا للجزيرة المعروفة بسواكن (?) [من البسيط]:
لك السعادة والإقبال والنعم ... فلا يضرك أعراب ولا عجم
الله أعطاك ما ترجوه من أمل ... أعطاكه المرهفان السيف والقلم
فأنت يا زين دين الله قد خضعت ... لك الأنام وقد دامت لك النعم
ما أنت إلا فريد العصر أوحده ... يسمو بك العزم والإقدام والهمم
ذلت لسطوتك الأعدا بأجمعهم ... فلن تبالى بما قالوا وما نقموا
أنت السماء وهم كالأرض منزلة ... فلست تحفل ما شادوا وما هدموا
سواكن أنت يا ذا الجود مالكها ... أحييت بالعدل من فيها فما ندموا
جبرتهم بعد كسر واعتنيت بهم ... فالناس بالعدل فيها كلهم علموا
سواكن ما لها فى الناس يملكها ... إلا أبو حارث بالعدل يحتكم
خير الملوك وأوفاهم وأحلمهم ... لولاه فيهم لقلنا إنهم عدموا
مسدد الرأى لا تعصى أوامره ... عالى المحلين فى أحكامه حكم
فاق البرامكة الألى وجعفرهم ... ما الفضل ما معن ما يحيى وإن كرموا
أقر كل فؤاد فى جوانحه ... فالأمن ينبت والأخواف تنصرم
فكفه للندى والجود باطنها ... وظهرها الركن للوراد يستلم
يا من تشرفت الدنيا بطلعته ... إنى ودهرى إلى علياك نختصم
لا زلت بالملك فى عز وفى نعم ... تسمو بك الرتبتان العلم والعلم
* * *