ومنها:

وإن امرأ كانت صفية أمه ... ومن أسد فى بيته لمرقل (?)

له من رسول الله قربى قريبة ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل

وكم كربة ذبّ الزبير بسيفه ... عن المصطفى والله يعطى ويجزل (?)

وقال فيه عمر بن الخطاب، رضى الله عنه: نعم ولى تركة المرء المسلم. ذكر هذا الخبر الزبير بن بكار؛ لأنه قال: وحدثنى علىّ بن صالح عن جدّى عبد الله بن مصعب قال: قال مطيع بن الأسود، حين أوصى إلى الزبير، فأبى أن يلى تركته، وقال: فى قومك من ترضى. فقال: إنك دخلت على عمرو أنا عنده، فلما خرجت، قال: نعم ولى تركة المرء المسلم، فقبل الزبير وصيته. انتهى.

وقد أوصى إلى الزبير من الصحابة: عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ أوصى إليه بصدقته، حتى يدرك ابنه عمرو بن عثمان، وأوصى إليه عبد الرحمن بن عوف، وأبو العاص بن الربيع بابنته أمامة، فزوجها من علىّ، وأوصى إليه عبد الله بن مسعود، والمقداد بن عمرو. ذكر هذا الخبر الزبير عن عمه عن جده عن هشام بن عروة، وفيه أيضا، مطيع إلى الزبير تركناه للاستغناء عنه بما سبق.

وذكر هذين الخبرين ابن الأثير، وأفاد فيه مكرمة للزبير؛ لأنه قال: وقال هشام بن عروة: أوصى إلى الزبير سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم عثمان، وعبد الرحمن ابن عوف والمقداد، وابن مسعود وغيرهم، وكان يحفظ على أولادهم مالهم وينفق عليهم من ماله. انتهى.

وكان الزبير ـ رضى الله عنه ـ كثير أفعال الخير والرزق؛ لأن ابن عبد البر، قال: وروى الأوزاعى عن نهيك بن يريم، عن مغيث بن سمى، عن كعب، قال: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يدخل بيته منها درهما واحدا، قال: يعنى أنه كان يتصدق بذلك كله.

قال ابن عبد البر: كان الزبير تاجرا مجدودا فى التجارة، وقيل له يوما: بم أدركت فى التجارة ما أدركت؟ قال: لأنى لم أشتر عيبا ولم أرد ربحا، والله يبارك لمن يشاء. انتهى.

وبارك الله تعالى فى تركة الزبير، حتى قامت بدينه، وفضل منها فضل كثير لورثته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015