وفى البخارى أيضا، عن عروة بن الزبير: أن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك، فحمل عليهم، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: فكنت أدخل يدى فى تلك الضربات ألعب وأنا صغير (?).
وفى رواية البخارى: أن الزبير حمل عليهم حتى شق صفوفهم، وجاوزهم وما معه أحد (?).
وفى الترمذى عن هشام بن عروة بن الزبير قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صبيحة الجمل، فقال: وما بقى عضو إلا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى فرجه. قال الترمذى: حديث حسن (?). قال النووى: وفيما قاله نظر؛ لأنه منقطع بين هشام والزبير.
وفى البخارى: أن عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ قيل له: استخلف، قال: فلعلهم قالوا الزبير، قال: نعم، قال: أما والذى نفسى بيده إنه لخيرهم، ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (?).
وفى البخارى عن عبد الله بن الزبير: وما ولى ـ يعنى الزبير ـ إمارة ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا، إلا أن يكون غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو مع أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم (?).
وروى ابن عبد البر بسنده إلى أبى إسحاق السبيعى، قال: سألت مجلسا فيه أكثر من عشرين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان أكرم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: الزبير وعلىّ بن أبى طالب. قال ابن عبد البر: وفضله حسّان على جميعهم، كما فضل أبو هريرة على الصحابة أجمعين، جعفر بن أبى طالب، فقال يمدحه، فذكر أبياتا منها (?) [من الطويل]:
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل