وغيرهم، فخرج إليه من مكة وقاتله. وذكر ما سبق فى ترجمة حسن بن قتادة، من قتل أصحابه لآقباش. وسبق ذلك أيضا فى ترجمة آقباش.
وذكر ابن محفوظ: أن راجح بن قتادة باين أخاه حسن بن قتادة، لما ملك مكة بعد موت أبيه. فلما كان الموسم الذى مات فيه أبوه، تعرض راجح لقطع الطريق بين مكة وعرفة، فمسكه أمير الحاج، وكان أمير الحاج اسمه أبا آقباش، يعنى آقباش السابق ذكره، وكأنه تصحف عليه، وأقام معه الحوطة، فأرسل إليه صاحب مكة ـ يعنى حسن بن قتادة ـ يقول له: سلّمه إلىّ وأسلم إليك مالا جزيلا، فاتفقا على ذلك. فقال راجح للأمير: أنا أدفع إليك أكثر مما يدفع، فأجابه إلى ذلك، وعزم على دخول مكة وتسليمها لراجح، فقتل الأمير آقباش على جبل الحبشى، وهرب راجح إلى جهة اليمن، ثم توجه راجح إلى الملك المسعود ملك اليمن. انتهى.
وذكر أيضا: أن الملك المسعود، لما ملك مكة، ولى راجحا حلى ونصف المخلاف. انتهى.
وولى راجح بن قتادة مكة غير مرة، فى زمن الملك المنصور صاحب اليمن، مع عسكر الملك المنصور، وجرى بينهم وبين عسكر صاحب مصر الملك الكامل، وابنه الملك الصالح أيوب، فى ذلك أمور، ذكرها جماعة من المؤرخين، منهم ابن البزورى؛ لأنه قال فى ذيل المنتظم لابن الجوزى فى أخبار سنة تسع وعشرين وسبعمائة: فى ربيع الآخر، تغلب راجح بن قتادة العلوى الحسنى على مكة، وأخرج عنها المتولى عليها من قبل الملك الكامل زعيم مصر. فبلغ ذلك مستنيبه، فنفذ له عسكرا نجدة له، فعرف ذلك راجح فخرج عنها.
وقال فى أخبار سنة ثلاثين وستمائة: فى محرم منها، جمع راجح بن قتادة جمعا عظيما، وقدم مكة شرفها الله تعالى، فدخلها واستولى عليها، وطرد عنها من كان بها من عسكر الملك الكامل زعيم مصر، وأمده الملك المنصور عمر بن على بن رسول (?) زعيم اليمن بعساكره، وأخرج عنها متوليها ألطغتكين، من قبل الكامل.
وفى هذه السنة، وصل عسكر مصر إلى مكة واستولى عليها، وأخرج عنها أميرها راجح بن قتادة، وعدلوا فى أهلها وأحسنوا السيرة.