ذكره المهدوىّ، وقال بعد أن عرفه بما ذكرنا: أحد فضلاء ميور (?) وساداتها، نشأ ببلاد المشرق، وكان من أحسن الناس خلقا، وألينهم عريكة، وأكثرهم تواضعا وخشوعا، وأحبهم فى الصالحين، وأكثرهم إيثارا.
دخل حلب، فكان شيخ الصوفية بها، ثم ارتحل إلى بغداد، فاهتزت لدخوله، وبعث له الخليفة ضيافة وصلة عظيمة، ومع ذلك فلا يبقى شيئا لكثرة إيثاره. وكان كثير العبادة، لا تكثر عنده البتة، ولا لنفسه عنده حظ، دخلت إليه فى مرضه الذى توفى فيه، يوم الأحد سابع شوال من سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وهو فى بيت سكناه فى الحرم الشريف، فسألته عن حاله، فنظر إلىّ وضحك وقال: غدا أدخل الحمام، وبعد غد أستريح إن شاء الله تعالى، فكان كما قال ـ رضى الله عنه ـ فاشتد عليه المرض فى غد، فأدخل المارستان، وفى بعد غد مات، رضى الله عنه، بعد صلاة الصبح، وقد صلى الصبح ومات فى إثرها، وارتج له الحرم.
وذكر أنه قرأ على أبى زكريا يحيى بن على المغيلىّ: كتاب الموطأ، عن ابن الرّمّانة، عن أبى البحر، عن ابن عبد البر، وكتب له بالإجازة أبو القاسم بن الحرستانىّ، وأبو اليمن الكندى، وعبد العزيز بن منينا، وجماعة.
وذكره ابن منصور بن سليم فى تاريخه، فقال: شيخ حسن، كان من العلماء والمشايخ الصلحاء، قدم الإسكندرية قبل الستمائة، فسمع بها الحديث من أبى القاسم عبد الرحمن بن موقا الأبيارى، وأبى زكريا يحيى بن على المغيلىّ وغيرهما، وتفقه بها، ثم انتقل إلى الشام مدة، وتقدم على الصوفية بحلب، وصحبته إلى بغداد، ثم قدم الثغر زائرا، فسمعت منه. وكان ثبتا صالحا ثقة.