قتله، فقيل يوم الجمعة، وقيل يوم السبت، وقيل يوم الاثنين، وقيل قتل آخر يوم من سنة ستين، وقيل قتل سنة اثنتين وستين، وقيل غير ذلك، وله من العمر خمس وخمسون سنة وستة أشهر، قاله الواقدى. وذكر أنه أثبت عندهم. وقيل: سنة ست وخمسين، وقيل: ثمان وخمسون.
وكان قتله بكربلاء (?) من أرض العراق، ودفن هناك وقبره مشهور يزار ويتبرك به، إلا أن رأسه حمل إلى يزيد بدمشق. ثم نقل إلى مصر فى زمن خلفائها العبيديين، وبنى عليه مشهد معروف، وحزن الناس على الحسين كثيرا، وأكثروا فيه من المراثى، وبكته الجن على ما قيل. وظهرت لموته آيات على ما قيل، منها: اسوداد السماء، وظهور الكواكب نهارا، وأمطرت بالدماء. ولم يرفع حجر بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط. ولم يشترك أحد فى قتله إلا ابتلى. ومناقبه كثيرة وأخباره شهيرة.
هكذا نسبه صاحب الجمهرة، وقال: ولى سوق مكة زمن المطيع. انتهى.
والمطيع هو: أبو القاسم الفضل بن المقتدر بن جعفر بن المعتضد أحمد بن أبى أحمد الموفق، بويع بعد المستكفى فى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. واستمر حتى خلع نفسه فى ذى القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. فهذا زمنه، ومراد ابن حزم بولاية المذكور سوق مكة: حسبتها، والله أعلم.
توفى فى شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وستمائة.
ومن حجر قبره بالمعلاة، كتبت ما ذكرته وما عرفت من حاله سوى هذا.
ولد فى حدود سنة سبعين وسبعمائة بمكة، وسمع بها من غير واحد من شيوخها،